سوريا 360- خاص
“سلاف إبراهيم” واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في السلك الدبلوماسي السوري، إذ اشتهرت بمواقفها المتطرفة التي دعت صراحة إلى “إبادة إدلب والغوطة وسائر المناطق الثائرة”، ما يعكس ولاء مطلقا للمخلوع “بشار الأسد”.
وجودها في بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أحد أكثر المواقع الدبلوماسية حساسية لا يبدو مجرد تعيين عابر، بل يمثل امتدادا لشبكة نفوذ وعلاقات تتجاوز الأطر الدبلوماسية التقليدية، ويعزز هذا النفوذ انتماؤها للطائفة العلوية، التي شكلت العمود الفقري للنظام المخلوع، ما جعلها شخصية محصنة تصعب مساءلتها أو حتى الاقتراب من ملفاتها.
مصادر دبلوماسية ذكرت لمنصة “سوريا 360”، أن “سلاف” معروفة بارتباطاتها الوثيقة بالأجهزة الأمنية، وعلاقاتها السابقة مع ميليشيا “الدفاع الوطني” وقائدها “فادي صقر”، حيث كانت تستخدم مواقعها في السفارات السورية لمراقبة الموظفين المحليين والدبلوماسيين، بل وحتى السفراء أنفسهم، عبر تقارير كيدية كانت ترفع بشكل دوري إلى الجهات الأمنية في دمشق.
اقرأ أيضا: سفير سوري يكشف لـ”سوريا 360″ كيف حول المخلوع السفارات إلى أوكار مخابراتية
الانتماء الطائفي
وفق المصادر، ظهرت أول ملامح عملها لصالح الأجهزة الأمنية خلال فترة وجودها في سفارة سوريا بماليزيا بين العامين 2003 و2007، إذا كانت تتجسس على الطلاب السوريين هناك، كما تشير روايات من داخل السفارة إلى أن علاقتها مع السفير “محمد خفيف” لم تكن على ما يرام، واتسمت بتبادل التقارير الأمنية، ما أدى لاحقا إلى نقلهما من موقعهما، بعد تصاعد الشكاوى الداخلية، وضجر الخارجية من تصرفاتهما.
المصادر المطلعة أوضحت أن النفوذ الذي تتمتع به “سلاف” داخل وزارة الخارجية لا يرتبط فقط بعلاقاتها الأمنية، بل أيضا بانتمائها للطائفة العلوية التي كانت تهيمن على مفاصل السلطة في سوريا لعقود، ومنحها هذا الانتماء هامشا واسعا من الحماية غير الرسمية، وضمن لها الاستمرار في مواقع حساسة رغم تعدد الشكاوى والاتهامات.
سلوكيات مثيرة
ويؤكد موظف سابق في الخارجية لـ”سوريا ٣٦٠” أن “سلاف إبراهيم” كانت تتباهى بهذه الحماية، وتستخدمها لترهيب زملائها، مشيرا إلى أن تعيينها في أي بعثة كان يثير حالة من القلق بين الموظفين، الذين كانوا يتداولون التحذيرات بشأن تصرفاتها منذ اليوم الأول.
إلى جانب الاتهامات الأمنية، تواجه “سلاف” انتقادات واسعة بسبب سلوكياتها داخل البعثات التي عملت فيها، من خلال ممارسات ترهيبية، تضمنت تهديدات مبطنة وتشويه سمعة الزملاء، ومحاولات متكررة لتثبيت نفوذها داخل السفارات، ومن بين الحوادث التي أثارت الجدل، واقعة سرقة مصاغ زوجة أحد الموظفين المحليين في سفارة سوريا بكوالالمبور، فقد أشارت أصابع الاتهام إلى ضلوع “سلاف” في الحادثة، رغم ادعائها أن الخزنة تعرضت للخلع والسرقة.
اقرأ أيضا: “فيينا” رابعا.. محامي “ملك الكبتاجون” وطريد روما وكييف ما يزال سفيرا
استمرار بالمنصب!
رغم كل هذه الاتهامات والسلوكيات المثيرة للقلق، فإن “سلاف” التي يعلم الجميع ولاءها للمخلوع، لا تزال حتى الآن تشغل منصبها في بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ما يطرح تساؤلات حول آليات المساءلة داخل وزارة الخارجية السورية، وخاصة في ظل تكرار التحذيرات من سلوكها المهني.
في ظل هذه المعطيات، ترى المصادر المطلعة أن الحاجة ماسة لفتح تحقيق رسمي في أداء “سلاف إبراهيم” وسلوكها، وخاصة أن الاتهامات لا تتعلق فقط بسوء السلوك بل بكل مسيرتها الدبلوماسية المثيرة للجدل، مؤكدة أن وجودها بحد ذاته في مكان حساس مثل بعثة الأمم المتحدة، يثير مخاوف من تأثير ذلك على صورة سوريا في المحافل الدولية، ما يتطلب تطهير البعثات الخارجية من فلول المخلوع لتكون ممثلة حقيقية للدولة، لا أدوات لأجندات أمنية أو طائفية.