سوريا 360- حلب – أحمد زنكلو
أكد رئيس الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية ”عبد الباسط عبد اللطيف” في تصريح خاص لـ “سوريا 360” أنّ العدالة لن تكتمل إلا بمحاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري، بمن فيهم بشار الأسد وكل من تورّط بدماء السوريين، مشدداً على أنّ الهيئة ملتزمة بالعمل وفق إجراءات قانونية تضمن الحق وتمنع الإفلات من العقاب.
وجاء تصريح “عبد اللطيف”، خلال لقائه يوم الثلاثاء مع محافظ حلب ”عزّام الغريب” في مبنى المحافظة، حيث ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في ملفات جبر الضرر وتوثيق الذاكرة الحيّة، بما يسهم في ترسيخ المصالحة الوطنية وبناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة.
وأوضح “عبد اللطيف” أن الهيئة تواصل عملها على توثيق الانتهاكات وكشف الحقيقة، إلى جانب الاهتمام بملف المفقودين والمغيّبين قسراً، مشيراً إلى أن “إعادة الحقوق للضحايا ليست إجراءً إدارياً فقط، بل مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه كل من عانى خلال الحرب”.
وشارك عدد من ذوي الضحايا قصصهم المؤلمة، مؤكدين أن جبر الضرر الحقيقي يبدأ من الاعتراف بالوجع. وقال ”مجد بركات”، لـ ”سوريا 360” وهو من حي “السكري” في حلب، إن “ابنه اختفى عام 2014 بعد اعتقاله على حاجز قرب كرم الجبل”.
![]()
اقرأ أيضا: “الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية” تستمع لقصص ألم وفقدان في دير الزور
وأضاف بصوتٍ مرتجف: “ثماني سنين عم نركض ورا خبر، كل يوم منعيش أمل صغير إنو يرجع، بس ما عم نعرف شي… العدالة لازم تكون لكل الناس، مو بس حكي.”
أما ”أم يزن” ، وهي أرملة من ريف حلب الشمالي، عبرت لـ ”سوريا 360”، عن فقدان زوجها خلال قصفٍ استهدف الحي الذي كانت تسكنه عام 2016، وقالت: “ما عاد بدي شي من الدنيا.. بس أعرف وين دفنوه. حتى صورة ما عندي له. إذا في عدالة بحق لازم نعرف الحقيقة ونودّع ولادنا متل البشر.”
من جانبه، شدّد محافظ حلب على أن المحافظة تدعم جهود الهيئة في توثيق الذاكرة الحيّة وتعزيز التواصل مع المتضررين، مؤكداً أن “المصالحة الحقيقية تبنى على الحقيقة، وعلى الاعتراف بالوجع والإنصاف”.
وأشارت الهيئة إلى استمرارها في عقد اللقاءات والحوارات مع الفاعلين المدنيين وذوي المفقودين في مختلف المحافظات السورية، في إطار خطتها لتوسيع المشاركة المجتمعية في مسار العدالة الانتقالية، بهدف الوصول إلى إنصاف شامل وجبر ضررٍ فعلي يفتح الباب أمام مستقبل أكثر سلاماً وعدلاً لكل السوريين.
![]()