سوريا 360- درعا
خيّمَ الحزن والغضب على أجواء مدينة “دوما” في غوطة دمشق الشرقية، بعد العثور على جثة الشاب “محمد هارون“، المعروف باسم “أبو أحمد الأبجر“، مقتولاً داخل سيارته، وقد فارق الحياة.
“هارون”، أحد شباب الثورة القدامى، كان قد أصيب في بدايات الحراك المسلح خلال معارك تحرير مدينة “عدرا“، ما تسبب له بإعاقة دائمة في الحركة، غير أن إصابته لم تُثنه عن الاستمرار في نشاطه الإنساني والاجتماعي، إذ ظلّ مثالًا في الأخلاق النبيلة والإصرار على الحياة، وشارك في العديد من الحملات التطوعية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة في الريف الدمشقي.
أعطى حتى النهاية
من أبرز مواقفه، تبرّعه بكرسيه المتحرك ضمن حملة “ريفنا بيستاهل“، رغم أنه كان وسيلته الوحيدة للتنقل، معتبرًا إياه رمزًا للتضحية والعطاء.
اقرأ أيضا: دوما.. “ذوو الإعاقة” يطالبون بالحقوق لا بالوعود
قبل أيام قليلة من مقتله، شارك “هارون” في اعتصام بمدينة “دوما” للمطالبة بحقوق ذوي الإعاقة، ودعا إلى تأمين فرص عمل مناسبة وعدم إقصائهم عن الحياة العامة.
نقدر ما لدينا
في آخر ما كتبه على صفحته في “فيسبوك“، دوّن هارون كلمات مؤثرة تعكس روحه المتصالحة رغم الإعاقة، إذ قال: “بينما أحاول عدّ النعم التي منحني إياها الله جل جلاله، عجزت عن الوصول إلى رقم نهائي. في خضم ذلك، نسيت أنني فقدت نعمة المشي، وأدركت أن هناك نعمًا أكبر لم أفقدها. فلنُقدِّر ما لدينا، ولنتذكر أن القوة تكمن في الروح والإرادة وليس في الأقدام.”
تصريح حكومي
نعى محافظ ريف دمشق، “عامر الشيخ“، الشاب “موفق هارون” وصفه مقتله بأنه جريمة نكراء. وأكد “الشيخ” أن الجهات المختصة ستعمل على ملاحقة القتلة وتقديمهم إلى القضاء، موضحًا التزام الإدارة بحماية المواطنين وتحقيق العدالة.