سوريا 360- إدلب
في أقصى الجنوب من محافظة إدلب، يقف ريفها الجنوبي شاهدًا على واحدة من أكثر صفحات الحرب السورية قسوة.
قرى وبلدات كانت تعجّ بالحياة، صارت اليوم مساحات صامتة تحيط بها الأنقاض، بعد سنوات من القصف المكثف الذي شنّه النظام المخلوع وحلفاؤه، تاركًا وراءه دمارًا واسعًا ومعاناة لا تنتهي.
خلال الأعوام الأخيرة، كان ريف إدلب الجنوبي في قلب المواجهات، وتعرّض لقصف متكرر طال المنازل والمرافق الحيوية. ومع موجات النزوح الكبيرة، خلت كثير من القرى من سكانها لسنوات، قبل أن تبدأ بعض العائلات بالعودة تدريجيًا لتجد أن الحياة هناك لم تعد كما كانت.
واقع مأساوي
الدمار طال كل ما هو أساسي للحياة: مدارس مهدّمة، مشافٍ خارجة عن الخدمة، شبكات مياه وكهرباء معطّلة، وطرقات غمرتها الأنقاض.
والزراعة التي كانت شريان الاقتصاد المحلي تراجعت بشكل حاد بسبب غياب الدعم وصعوبة الوصول إلى الأراضي.
اليوم يعيش السكان في ظروف قاسية، يعتمدون على مساعدات محدودة لا تكفي لتغطية الاحتياجات اليومية.
![]()
اقرأ أيضا: 25 مدرسة تنهض من تحت الركام بريف إدلب
من أبرز المناطق المتضررة: ”البارة” و”كجوزف بسامس”، اللتان كانتا مركزين حيويين قبل الحرب، شهدتا تدميرًا واسعًا في المساكن والبنية التحتية، ما جعل عودة الأهالي هناك صعبة للغاية.
رغم مرور الوقت، لم تصل إلى هذه القرى مشروعات حقيقية لإعادة الإعمار أو التعافي المبكر، وبقيت الخدمات العامة في أدنى مستوياتها. لا مياه نظيفة، ولا كهرباء منتظمة، ولا تعليم فعلي لأطفالٍ يكبرون بين الخيام والبيوت المهدمة.
منطقة منسية
في الوقت الذي تتركّز فيه المساعدات والمشروعات في شمال إدلب الأكثر استقرارًا، يواجه الجنوب تحديات كبيرة بسبب الدمار الكبير على الرغم من بعض الجهود الحكومية المبذولة لتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية. ورغم هذه المبادرات المحدودة، ما تزال الحاجة كبيرة لإعادة تأهيل ما دُمّر من مرافق حيوية لضمان حياة أكثر استقرارًا للأهالي.
ريف إدلب الجنوبي اليوم ليس مجرد منطقة منكوبة؛ بل رمز لصبرٍ طويل وصوتٍ منسيّ وسط ركام الحرب.
بين البيوت المهدّمة وحقول الزيتون اليابسة، يحلم الناس بعودة بسيطة للحياة بمدرسة تفتح أبوابها، بميّاهٍ صالحة للشرب، وبضوءٍ صغير يبدّد هذا الظلام الطويل.