سوريا 360 – درعا
شهد مسرح المركز الثقافي في درعا يوم الأحد عروضاً مسرحية شبابية تناولت قضايا إنسانية واجتماعية مؤثرة، من أبرزها معاناة المعتقلين والمغيبين، وهموم الناس المعيشية، وذلك ضمن مهرجان فني وثقافي نظمه فريق “شباب حوران” بالتعاون مع مؤسسة “مبادرون” وفرقة “الأصدقاء للفنون المسرحية“، في إطار دعم قيم العدالة الانتقالية وتمكين الشباب كشركاء في بناء السلام.
وافتُتحت العروض بمشهد رمزي لطبيبٍ يستقبل مرضى لا يشكون من آلام جسدية، بل من معاناة معيشية مرتبطة بارتفاع إيجارات السكن، وقلة المياه، وانقطاع الكهرباء، في إسقاط واقعي على أوجاع السوريين اليومية.
تبع ذلك عرض مسرحي مؤثر تناول قضية المعتقلين في سجون النظام المخلوع، وما تعرضوا له من انتهاكات وتعذيب، حيث حمل العرض رسالة واضحة مفادها أن شباب درعا واجهوا الألم بالصمود والكبرياء، ليُختتم المهرجان بمشهد رمزي جسّد انتصار الحق على الباطل.
رسائل فنية
وقال “أمجد الرزيقي“، مدير فرقة الأصدقاء للفنون المسرحية، في تصريح لوكالة “سانا“: “مشاركتنا جاءت بلوحتين؛ الأولى عبّرت عن معاناة الناس المعيشية، أما الثانية فكانت مونودراما سلطت الضوء على القمع الذي مارسه النظام المخلوع، وكيف استعاد المواطن السوري كرامته رغم التعذيب والظلم”، وأن الهدف من هذه العروض هو “الدعوة إلى تطبيق العدالة الانتقالية وإعادة الاعتبار للضحايا”.
![]()
اقرأ أيضا: “غطفان غنوم” عميدا للمعهد العالي للفنون المسرحية
مرآة للواقع
من جهته، أوضح الفنان “أيمن العيسى” من فرقة “الأصدقاء” أنه شارك في اللوحة الختامية بعنوان “صراع الملائكة والشياطين”، من إخراج “أيمن زريقي“، والتي قُدمت على أنغام المقطوعة العالمية “كارمينا بورانا”، أن العمل “جسّد الصراع بين الحق والباطل في الثورة السورية، ومقاومة الشعب للظلم حتى تحقق النصر”.
شكّلت العروض المسرحية، لوحة إنسانية حيّة تُبرز دور الفن في نقل صوت الناس وقصصهم، وتكريس مفاهيم العدالة والحرية عبر لغة المسرح، التي تتجاوز السياسة لتصل إلى وجدان الإنسان.