سوريا 360- متابعات
تتجه الأنظار مجدداً إلى مسار التسوية بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية ”قسد”، بعد أن كشف نائب الرئاسة المشتركة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) ”علي رحمون”، عن ملامح خطة يجري بحثها لدمج “قسد” ضمن هيكلية الجيش السوري، عبر تشكيل فرقتين عسكريتين تتبعان لوزارة الدفاع.
وقال “رحمون” في حديث خاص لـ”القدس العربي”، إن “زيارة كانت مقررة لوفد عسكري وأمني من شمال شرق سوريا إلى العاصمة دمشق تأجلت لأسباب تتعلق بـإجراءات الموافقة”، مرجحاً أن تكون مرتبطة بزيارة وزير الخارجية السوري ”أسعد الشيباني” إلى أنقرة.
فرقتان جديدتان
وأوضح “رحمون”، أن الخطة المطروحة تنص على تشكيل فرقة لمكافحة “الإرهاب” تستفيد من خبرة ”قسد” في محاربة تنظيم ”الدولة”، إلى جانب فرقة ثانية لدعم الاستقرار في المناطق الحساسة مثل الساحل والسويداء، حيث يصعب انتشار فصائل أخرى.
واعتبر أن هذه الخطوة قد تشكل منعطفاً في المشهد السوري، مشيراً إلى أن فشل تطبيق الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من التوتر في 3 مناطق رئيسية هي الساحل والسويداء وشمال شرق سوريا.
اتفاق آذار
وأشار “رحمون” إلى أن اتفاق العاشر من آذار/مارس، الموقّع بين رئيس السوري ”أحمد الشرع” وقائد قسد ”مظلوم عبدي”، ما زال قائماً رغم تعثر تنفيذه، لكنه يرى أن المرحلة الحالية قد تكون مفصلية لبدء التطبيق الفعلي.
اقرأ أيضا: “الشرع” يبحث مع وفد أمريكي تنفيذ اتفاق “قسد”
وأضاف أن اللقاء الأخير بين عبدي ومسؤولين في دمشق، الذي تم بوساطة أمريكية قادها المبعوث ”توماس براك” وقائد القيادة الوسطى الأمريكية ”الأدميرال براد كوبر”، أعاد الأمل بتحريك الملف بعد أشهر من الجمود.
اتهامات متبادلة
ورغم وقف إطلاق النار الأخير بين القوات الحكومية و”قسد”، لا تزال التوترات الميدانية قائمة، إذ تحدث “رحمون” عن خروقات متكررة وقطع للطرق بين الطبقة وحمص من قبل بعض الفصائل.
كما أقرّ بوجود تخوفات داخل السلطة في دمشق من اتساع نفوذ ”قسد” داخل وزارة الدفاع، لكنه وصف هذه المخاوف بأنها مبالغ فيها، موضحاً أن ما بين 60 و70٪ من مقاتلي قسد هم من العرب، ومعظمهم مجندون إلزامياً تتراوح أعمارهم بين 18 و28 عاماً، بينما لا يتجاوز عدد المقاتلين المحترفين نحو 60 ألفاً.
وختم “رحمون” بالقول إن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تشكيل مجلس عسكري وطني متنوع يكون المرجعية العليا للجيش السوري، بحيث يخضع له الجميع بمن فيهم عناصر ”قسد” و”الأسايش”، مؤكداً أن دمج القوات ليس خطوة عسكرية فحسب، بل مفتاح لاستقرار سوريا وإنهاء الانقسام الداخلي.