سوريا 360 – درعا
أغلقت صناديق الاقتراع في محافظة درعا يوم الأحد، في انتخابات مجلس الشعب السوري لعام 2025 وفق نظام “اللجان الناخبة” للمرة الأولى، في تجربة جديدة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتوسيع قاعدة التمثيل المحلي، وسط إجراءات تنظيمية وأمنية مكثفة لضمان نزاهة العملية الانتخابية وسلامة المشاركين.
*انطلاق العملية الانتخابية
بدأت عملية التصويت في المركز الثقافي بمدينة درعا تحت إشراف مباشر من اللجنة العليا للانتخابات، وبحضور المرشحين والمراقبين وممثلين عن مكونات المجتمع المحلي.
وتوزعت المراكز الانتخابية في المحافظة على ثلاث مناطق رئيسية: درعا، إزرع، والصنمين، حيث شكّلت كل منطقة هيئة ناخبة محلية تعكس تنوع المكونات الاجتماعية والمدنية في المحافظة.
وقال عضو اللجنة الناخبة عن محافظة درعا “محمد نزيه سرور” لمنصة “سوريا 360″، إن “المركز الثقافي في درعا شهد التزامًا ملحوظًا بإجراءات التصويت ، في أجواء إيجابية تعكس رغبة المشاركين في تعزيز العمل السياسي المحلي بعد سنوات من الصراع”، مضيفًا أن هذه التجربة “تعبّر عن وعي متزايد بأهمية اختيار الممثلين على أسس برامجية لا انتمائية”.
*نتائج الفرز
انتهت عمليات فرز الأصوات في المراكز الثلاثة بحضور المرشحين وأعضاء الهيئات الناخبة ووكلائهم وممثلين عن اللجنة القانونية.
وبحسب اللجنة العليا للانتخابات، فقد حصلت محافظة درعا على 6 مقاعد في مجلس الشعب من أصل 300 عضو هيئة ناخبة في المحافظة.
وأعلنت النتائج النهائية فوز كلٍّ من: “محمد العاصي”، “محمد سرور المذيب”، “عبد المولى الحريري”، “نزار عبد الرزاق الرشدان”، “عبد الرحمن خالد الحريري”، و”عدنان أحمد المسالمة”.
وأشادت اللجنة بشفافية العملية الانتخابية، مؤكدة أن “أعضاء الهيئة عبّروا عن اختياراتهم بحرية تامة وفق قناعاتهم، بما يعكس نضج التجربة الديمقراطية في المحافظة”.
*صوت الشارع
عبّر “عمار العماري” من أهالي درعا عن تمنياته بالتوفيق للفائزين، قائلاً لمنصة” سوريا360″: “نأمل أن تشهد سوريا قريبًا انتخابات شعبية يشارك فيها كل السوريين لاختيار ممثليهم مباشرةً. لدي بعض التحفظات على نظام اللجان الناخبة، لكنه قد يكون خطوة أولى نحو سلطة تشريعية أكثر وضوحًا وتمثيلًا”.
*إجراءات أمنية
تزامنًا مع العملية الانتخابية، باشرت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا تنفيذ خطتها لتأمين مراكز الاقتراع ومواكبة سير الانتخابات عبر نشر الوحدات والعناصر في مختلف المناطق.
وأكدت وزارة الداخلية أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطتها الشاملة “لتأمين العملية الانتخابية وحماية سلامة المواطنين وتوفير بيئة آمنة وشفافة تُمكّن الناخبين من ممارسة حقهم الدستوري بحرية ومسؤولية.”
*قوانين ناظمة
تأتي انتخابات درعا هذا العام تنفيذًا للقرار رقم (24) لعام 2025 الصادر عن اللجنة العليا للانتخابات، استنادًا إلى الإعلان الدستوري والمرسومين (66) و(143)، واللذين حدّدا آلية توزيع مقاعد مجلس الشعب بين المحافظات السورية.
ويُنظر إلى هذه الانتخابات كـ اختبار عملي لنظام “اللجان الناخبة”، الذي يُتوقع أن يسهم في تعزيز التمثيل المحلي وترسيخ العمل المؤسسي ضمن الحياة السياسية السورية، في خطوة تعتبرها أوساط محلية وإدارية مؤشراً على بداية مرحلة جديدة من التنظيم السياسي في المحافظة.