سوريا 360- حماة
في خطوة تعكس اهتماماً دولياً متزايداً بدعم جهود التعافي في سوريا، أجرى السفير الإيطالي في دمشق، السيد “ستيفانو رافانيان”، زيارة رسمية إلى محافظة حماة، التقى خلالها محافظ المدينة “عبد الرحمن السهيان”، وبحث معه واقع المحافظة بعد سنوات الحرب، وخطط إعادة الإعمار والمشاريع التنموية المستقبلية.
وخلال اللقاء، استعرض المحافظ “السهيان” حجم التحديات التي تواجه المحافظة، مشيراً إلى أن الأولوية تتمثل في “تأمين عودة كريمة للأهالي إلى مناطقهم”، ومعالجة الدمار الذي طال عدداً من المدن الرئيسية. كما عرض خطة عمل متكاملة تقوم على 3 محاور رئيسية أولها تطوير الخدمات في المناطق الأقل تضرراً، وتنفيذ برامج عاجلة في المناطق المنكوبة، وتعزيز السلم الأهلي كركيزة لأي عملية تنموية مستدامة.
من جانبه، أكد السفير الإيطالي استعداد بلاده للمساهمة في دعم عملية إعادة الإعمار في سوريا، مشيراً إلى أن “إيطاليا تنظر إلى سوريا الجديدة كشريك حيوي في المنطقة”، وأن إعادة افتتاح قسم التعاون في السفارة الإيطالية بدمشق يأتي في إطار “تعزيز القدرات التشغيلية وتكثيف التواصل مع الجهات السورية”.
جولة ميدانية في قلب المدينة
واستكمل السفير “رافانيان” زيارته بجولة ميدانية شملت عدداً من المعالم الثقافية والتاريخية في مدينة حماة، أبرزها متحف حماة الوطني، حيث اطلع على الكنوز الأثرية التي تجسد عراقة المنطقة وتاريخها الممتد عبر العصور. كما زار مدرسة الراهبات، مشيداً بدورها التعليمي والتاريخي، ووقف على مشروع منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، الذي يهدف إلى دعم التنمية الزراعية في المحافظة.
واختتم السفير جولته في أحياء حماة القديمة، متجولاً بين معالمها الأثرية التي تعكس أصالة المدينة وعمقها الحضاري، في مشهد يعكس اهتماماً أوروبياً متزايداً بالحفاظ على الإرث الثقافي السوري، ودمجه في مشاريع التنمية المستقبلية.

اقرأ أيضا: وفد “فاو” في حماة.. محاولة لإنعاش الزراعة وسط أسوأ جفاف منذ عقود
موقع استراتيجي وإرث زراعي
وتُعد محافظة حماة من أبرز المحافظات السورية ذات الثقل الزراعي، حيث تشتهر بإنتاج القمح والقطن والزيتون، وتضم مساحات واسعة من الأراضي الخصبة. وقد شكل القطاع الزراعي محوراً أساسياً في اللقاء بين المحافظ والسفير، باعتباره “الداعم الأكبر لدوران العجلة الاقتصادية في المحافظة”، وفقاً لتصريحات رسمية.
ورغم التحديات التي خلفتها الحرب، فإن موقع حماة الجغرافي المتوسط بين الشمال والجنوب يمنحها أهمية استراتيجية في خارطة التنمية الوطنية، ما يجعلها مرشحة لتكون مركزاً محورياً في مشاريع إعادة الإعمار.
رؤية الحكومة
وتأتي زيارة السفير الإيطالي في سياق التحولات السياسية التي تشهدها سوريا بعد تشكيل الحكومة الجديدة مطلع عام 2025، والتي أعلنت عن رؤية تنموية شاملة تهدف إلى “جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وإعادة هيكلة المؤسسات العامة، وتنشيط القطاعات الإنتاجية المتضررة”.
وقد عبّر السفير “رافانيان” عبر منصة “X” عن دعم بلاده لهذه المرحلة، قائلاً: “نحن على أتم الاستعداد لدعم عملية إعادة الإعمار في جميع المجالات”، مشيداً بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا، ومؤكداً أن “إيطاليا كانت من أبرز المساهمين في هذا الإنجاز”.
![]()